IMADZZ الادارة العامة
آخر مواضيع العضو : اسم متصفحك : الصفة : الادارة العليا للمنتدى - مؤسس الموقع الهواية : الدولة : أوسمة العضو : عدد المساهمات : 1868 نقاط العضو : 4609 العمر : 27 المهنة : التعليم
| موضوع: لويس باستور الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 - 6:26 | |
| تنعم البشرية اليوم بنعم شتى ، بعد ان سخر الانسان قوىالطبيعة لخدمته ، وكشف من اسرارها ما كشف ، فسهلت حياته وقلت متاعبه وتحققبعض احلامه ، وكل ذلك بفضل رجال قلائل ، وهبوا المقدرة والذكاء ، واخلصواالجهد والعمل ، ووقفوا حياتهم في سبيل خير الانسانية وتقدمها ، ومن هؤلاء… العالم الفرنسي " لويس باستور " .. مكتشف الجراثيم ومخفف الام البشرية . كانباستور من اشهر علماء القرن التاسع عشر ، واعمقهم اثرا ، واكثرهم جلدا علىالعمل ، فكان شعاره طوال حياته .. العمل .. العمل ، وكان رجلا دمث الاخلاق، لين العريكة ، متواضعا محبوبا . ولد لويس باستور عام 1822 م ، مناسرة عادية متواضعة ، ولما اتم دراسته الابتدائية ، دخل مدرسة المعلمين فيباريس ، غير ان صحته ساءت فلازم البيت . ولما استرد عافيته ، عكف علىالعلم والتحصيل ، وأتجه بشكل خاص الى دراسة الطبيعيات والكيمياء ، الى اننجح في نبل الشهادة العليا فيهما . وقد عمل في هذا المجال ، واشتهربالجد والاتزان في دراساته وابحاثه ، الى ان كلف يوما ان يبحث عن اسبابتاخر نمو دود القز وموته مبكرا ـ في وقت كان دود القز والحرير المستخرجمنه يمثل موردا ماليا عظيما لفرنسا ـ ، فعكف على دراسة هذا الموضوع سنواتعديدة ، مستفيدا من الاختراع الذي كان قد دفع بالعلم خطوات الى امام …المجهر … او المكروسكوب .. الى ان اكتشف ان السبب هو وجود اجسام دقيقة جداـ ولم تكن تسمية الجراثيم وقتها معروفة ـ ، وان هذه الاجسام تصيب دودةالقز في مراحلها الاولى وتنمو معها الى ان تصيب الفراش . ولما عرضنتائج اعماله على المجمع العلمي الفرنسي ، عارضه علماء فرنسا وناقضوااستنتاجاته بمقالات وبحوث عديدة ، فقد كان المعروف لدى كل اطباء العالمانذاك ان الامراض تتولد ذاتيا من جسم المريض بطريقة مجهولة ، ولم يتصورواابدا ان يكون السبب كائنات دقيقة تدخل الجسم البشري وتعيث به فسادا كمايزعم هذا الرجل الكيمياوي ، ولهذا عارضوا كل ما جاء به من استنتاجات ،وحاولوا تسفيه ارائه ونقضها ، ولكنه لم يعبأ بهم ، بل ثبت على رأيه ،وأثبت لهم عمليا صحة ما ذهب اليه وبطلان ما عارضوه به . ولم يقف باستورعند هذا الحد في دراساته ، بل اهتم ايضا بدراسة اسباب البثرة الخبيثة ،والهيضة ، والكلب ، والخناق ، فاكتشف جراثيمها ، واستطاع ان يثبت ان هذهالجراثيم هي التي تنقل الامراض ، وتمكن من الحيلولة دون الاصابة بهذهالامراض باضعاف هذه الجراثيم بطرق خاصة واعطائها للناس الاصحاء ، فيكتسبونمناعة ضد هذا المرض . ولم تقتصر بحوث باستور على جانب الطب والامراضفقط ، بل اكتشف ان صناعات الجبن والكحول ـ التي تشكل هي الاخرى مورداماليا عظيما لفرنسا ، تعتمد هي الاخرى على انواع معينة من الجراثيم التيتقوم بعمليات التخمير وغيرها من العمليات الكيميائية التي تنتهي بتكوينهذه المواد ، وهكذا ميّز باستور بين الجراثيم الضارة التي تصيب الانسانبالمرض ، والجراثيم النافعة التي تخدم الانسان في مجالات شتى . وقداحدثت اكتشافاته هذه انقلابا في الجراحة والطب ، فانهالت عليه الاوسمةوالجوائز ، ومنح الرتب العالية ، وخصصت له الحكومة الفرنسية راتبا سنوياكبيرا تقديرا لاعماله ، وبعث اليه كثير من كبار الماليين الفرنسيين بمبالغطائلة دعما لابحاثه الجليلة في مجال الجراثيم والامراض وطرق مكافحتها . ولمابلغ السبعين من عمره ، احتفلت فرنسا بعيد ميلاده احتفالا لم يقم من قبللملك او امير او قائد جيش ، وبادل هو وطنه فرنسا حبا بحب ، ومما يحكى عنوطنيته ، ان جامعة " بون " الالمانية قد منحته شهادة الدكتوراه ، فلمّانشبت الحرب بين فرنسا والمانيا عام 1870 م ، طوى شهادة الدكتوراه واعادهاالي الجامعة الالمانية ، احتجاجا على ما تصوره اعتداء المانيا على ارضبلاده . وتوفي باستور عام 1895 م ، بعد ان انارت مباحثه جوانب فنالجراحة ، وازاحت الستار عن الجراثيم ، واظهرت علاقتها بالامراض ، وخلدتله اسما حميدا لن ينسى في تاريخ البشر . وعند وفاته كتب عنه احد كتابفرنسا الكبار يقول : (( اذا استحق امرؤ ان يقام له تذكار وطني عظيم ، فذلكهو " باستور " الكيميائي الوديع المتواضع ، الذي فعل اكثر مما فعل سواه فيتقريب الزمن الذي تعم فيه الراحة والسعادة ، وهو احق من كل شهير ان يقالعنه : (( ان موته خسارة لبني الانسان )) .
| |
|