الصحبة الصالحة

صعب هذا الأمر في زمن كثرت في الردائل وصار صلحاء القوم غرباء و فساقهم عقلاء زمن تم فيه اغتيال إنسانية الإنسان فدنى إلى مرتبة الحيوان بل ومن الحيوان ما كان أرحم من الإنسان ” قلبت الموازين عسى أن يقلب الله عاليها سافلها إن لم نتب ونرجع إلى رشدنا”
واصل السير على منوالك المعهود أيها الصالح حيث المصباح في يسراك والرديني في يمينك فأنر الطريق بالأولى وشذب القتادة بالثانية فإن أعوزك الأمر فإلى النهى فهو دخيرتك وبين ذا وذاك فأبواب السماء مفتوحة يعلوها علام الغيوب.

قال علي رضي الله عنه :

فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه

فكم من جاهل أردى حليماً حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ماشاه
و للشيء من الشيء مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب دليل حين يلقاه

وقال الشاعر :

عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي

إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي